رغم الأزمة بين الرباط وباريس.. المغرب يستعد لاستقبال مركبات "شيربا" العسكرية المزودة بنظام صاروخي من فرنسا
يستعد المغرب لاستقبال دفعة من المركبات العسكرية من نوع "Sherpa" الفرنسية الصنع، مزودة بنظام "Mistral 3" الدفاعي الجوي القصير المدى، خلال الشهور القليلة المقبلة، وفق ما أكده موقع "Info Defensa" الإسباني المتخصص في أخبار صفقات التسلح والدفاع.
وحسب ذات المصدر، فإن هذه المركبات العسكرية تصنعها شركة "رونو" الفرنسية عبر قسمها المتخصص في الصناعات الدفاعية، وسيأتي تسليمها إلى المغرب بعد توقيع اتفاقية سابقة، علما أن المغرب يعتمد على فرنسا في اقتناء 15 بالمائة من حاجياته العسكرية.
وسبق أن حصل المغرب على شاحنات عسكرية من فرنسا، بعدما وقعت القوات المسلحة الملكية المغربية، صفقة مع شركة "Arquus" الفرنسية المتخصصة في الصناعات العسكرية الدفاعية، من أجل الحصول على 300 شاحنة عسكرية من نوع "فالرا".
ويأتي استعداد المغرب لتسلم هذه الدفعة من مركبات "شيربا" العسكرية التي لم يتم الإشارة بعد إلى عددها، في مناخ سياسي متوتر بين باريس والرباط، بسبب ما يُرجح خلافات في وجهات النظر بين الطرفين في عدد من القضايا، من أبرزها قضية الصحراء المغربية.
وفق العديد من التقارير، فإن من أبرز أسباب الخلاف بين باريس والرباط، يرجع بالأساس إلى رفض فرنسا الإعلان بشكل رسمي اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء، خاصة بعدما أعلنت الرباط بأنها ستعمد إلى تقييم علاقاتها مع البلدان من منظور موقفها من قضية الصحراء، وسترفض أي مواقف مزدوجة في هذه القضية.
وقد أعلنت العديد من الدول اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، ودعمت بلدان أخرى مبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل هذا النزاع مثل ألمانيا ودول أخرى.
وبما أن فرنسا كانت دائما ذات علاقات قوية مع المغرب، فإن الأخير يبدو غير متقبلا للموقف الفرنسي المزدوج والغامض، وبالتالي يُطالبها بإعلان موقفها بشكل رسمي لتحديد مستقبل العلاقات بين البلدين، ويبدو أن فرنسا لا ترغب في ذلك حتى لا تقع في السيناريو الإسباني، حيث عمدت الجزائر إلى قطع جميع علاقاتها مع مدريد بعدما أعلنت الأخيرة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.
لكن السيناريو الذي تعيشه فرنسا الآن يبدو أسوأ بكثير من "السيناريو الإسباني"، فعلاقاتها مع الجزائر والمغرب في أسوأ مراحلها، ولا توجد هناك أية بوادر على احتمالية تراجع أحد البلدين عن مواقفهما من باريس، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الفرنسية بالمغرب والجزائر.